الثلاثاء، 21 يونيو 2022

نزع الروح والرجل الصالح لحظة خروج الروح ورؤيته لملائكة الرحمة بوجوههم الطيبة.

 مأخوذ من عدة مواقع  بتفصيل

نزع الروح 

2.

حال الرجل الصالح لحظة خروج الروح (2)

الأحاديث التي تدل على كرامة الرجل الصالح عند قبض رُوحه(1)

أولاً: تأتيه ملائكة الموت في صورة حسنة:

فقد أخرج الإمام أحمد عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبالٍ من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء، بِيضُ الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كَفن من أكفان الجنة، وحنوط[1] من حنوط الجنَّة، حتى يجلسوا منه مدَّ البصر، ثم يجيء مَلَك الموت - عليه السلام - حتى يجلس عند رأسه، فيقول: يا أيتها النفس الطيبة - وفي رواية: يا أيتها النفس المطمئنة - اخرجي إلى مغفرة من الله ورِضوان، قال: فتخرج تَسيل كما تسيل القطرة من فِي السقاء فيأخذها)).

==

وأخرج ابن أبي الدنيا عن كعب: "أن إبراهيم - عليه السلام - قال لمَلَك الموت: أرني الصورة التي تقبضُ فيها المؤمن، فأراه، فرأى من النور والبهاء شيئًا لا يعلمُهُ إلا الله تعالى، فقال: ولو لم يرَ المؤمنُ عند موته من قُرة العين والكرامة إلا صورتك هذه، لكان يكفيه"؛ بُشرى الكئيب بلقاء الحبيب؛ للسيوطي 41.

ثانيًا: أنه يعلم أنه من أهل الجنَّة قبل أن يموت:

وعن الضحاك في قوله تعالى: ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [يونس: 64]؛ 

= قال: "يعلم أين هو قبل الموت"؛ (تفسير الطبري؛ ابن أبي شيبة).

 

قال محمد بن كعب: "لا يموت أحد من الناس حتى يعلم أَمِنْ أهل الجنة هو أم أهل النار؟"؛ (تفسير ابن كثير: 4/ 301).

 

ثالثًا: يُسلِّم عليه المولى - عز وجل - وملك الموت، وكل مَلَك بين السماء والأرض:

1- أخرج ابن منده عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال:

"إذا أراد الله قبْض رُوح المؤمن، أوحى إلى مَلَك الموت، أقرِئْهُ مني السلام، فإذا جاء ملك الموت، يقبضُ رُوحه، قال: "ربك يُقرئك السلام".

2 - وأخرج ابن أبي شيبة، والحاكم وصحَّحه، والبيهقي في "شعب الإيمان" عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - في قوله: ﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ﴾ [الأحزاب: 44]، قال: "يوم يَلقَون مَلَك الموت"، ليس من مؤمنٍ تُقبضُ رُوحه إلا سَلَّم عليه".

3- وأخرج ابن المبارك وابن منده عن محمد بن كعب القرظي قال: "إذا استنقعت[2] نفسُ العبد المؤمن، جاءه مَلَك الموت، فقال: السلام عليك يا ولي الله، الله يقرئك السلام، ثم تلا هذه الآية: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ﴾ [النحل: 32]؛ (بشرى الكئيب للسيوطي: ص 48).

4- وأخرج ابن منده عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة، وإدبار من الدنيا، نزلت ملائكة من ملائكة الله - كأن وجوههم الشمس - بكفنه وحنوطه، فيقعُدون منه، حيث ينظر إليهم، فإذا خرجت روحُه، صلَّى عليه كل مَلَك بين السماء والأرض)).

وسلام الملائكة على العبد المؤمن يكون في ثلاثة مواضع:

أحدها: عند قبْض رُوحه في الدنيا، يُسلِّم عليه مَلَك الموت؛ (قاله الضحاك).

الثاني: عند مساءلته في القبر، يُسلِّم عليه منكَر ونكير.

الثالث: عند بعثه في القيامة تُسلِّم عليه الملائكة قبل وصوله إليها.

ويحتمل أن تُسلِّم عليه في المواطن الثلاثة، ويكون ذلك إكرامًا بعد إكرام؛ (انظر تفسير القرطبي: 17/151).

[1] حَنوط: بفتح الحاء، ما يُخلَط من الطيب لأكفان الموتى، وأجسامهم خاصة.

[2] استنقعت: أي اجتمعت في فِيه (فمه)، تريد أن تخرج، كما يستنقع الماء في قراره.

====================

حال الرجل الصالح لحظة خروج الروح (3)

الأحاديث التي تدل على كرامة الرجل الصالح عند قبض رُوحه(2)

رابعًا: تُبشِّره الملائكة بالروح والريحان، ولقاء الرب وهو غير غضبان:

فقد أخرج الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الميت تحضُره الملائكة، فإذا كان الرجل الصالح، قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة، كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة وأبشِري برَوح وريحان، وربٍّ غير غضبان، قال: فلا يزال يُقال لها ذلك حتى تخرج، ثم يُعرَج بها إلى السماء، فيُستَفتح لها، فيُقال: مَن هذا؟ فيقال: فلان، فيقولون: مرحبًا بالرُّوح الطيبة كانت في الجسد الطيب، ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، قال: فلا يزال يقال لها ذلك، حتى يُنتَهى بها إلى السماء التي فيها الله عز وجلَّ)).

وسُئل الحسن عن قوله تعالى: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴾ [الفجر: 27] فقال: "إن الله إذا أراد قبْض رُوح عبده المؤمن، اطمأنت النفس إلى الله، واطمأن الله إليها"؛ (معالم التنزيل؛ للبغوي (5/572)، وابن أبي حاتم في تفسيره).

خامسًا: تخرج رُوح المؤمن كأطيب ريح مسك وُجدت على وجه الأرض:

أخرج ابن أبي شيبة (13/284) والبيهقي وأبو نعيم في "الحلية"، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال:

"تخرج رُوح المؤمن وهي أطيب ريحًا من المسك، فتصعد بها الملائكة الذين يتوَفَّونها، فتلقاهم ملائكة دون السماء، فيقولون: مَن هذا الذي معكم؟ فيقولون: فلانٌ، ويَذكُرونه بأحسن عمله، فيقولون: حيَّاكم الله وحيَّا مَن معكم، فتُفتَح له أبواب السماء، فيُصعَد به من الباب الذي كان يصعد عملُه منه، فيُشرِق وجهه، فيأتي الرب، ولوجهه برهانٌ مِثل الشمس".

وجاء في "تفسير الطبري" (29/166) و"تفسير ابن كثير" (4/47)، والبغوي في معالم التنزيل (5/463)، عن الضحاك في قوله تعالى: ﴿ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ﴾ [القيامة: 29]، قال: "الناس يُجهِّزُون بدنه، والملائكة تُجهِّز رُوحه".

سادسًا: تُقبَض رُوح المؤمن في حريرة من حرير الجنة فيها مِسْك وضبائر الريحان:

وأخرج البزار عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن المؤمن إذا احتُضِر أتته الملائكة بحريرة فيها مِسك وضبائر ريحان، فتُسلُّ رُوحه كما تُسلُّ الشعرة من العجين، ويقال: أيتها النفس المطمئنة، اخرجي راضية مرضيًّا عنك، إلى رَوح الله تعالى وكرامته، فإذا خرجت رُوحه، وُضعت على ذلك المسك والريحان، وطُويت على الحريرة، وذُهِبَ به إلى عليين)).

وعن مجاهد قال: "تنزع نفْس المؤمن في حريرة من حرير الجَنَّة"؛ (بشرى الكئيب ص 47).

سابعًا: تنادي عليه الملائكة بأحسن أسمائه التي كان يُنَادى بها في الدنيا:

أخرج النَّسائي في "المجتبى والكبرى"، وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن المؤمن إذا قُبِض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء، فيقولون: اخرجي راضية مرضيًّا عنك، إلى رَوح الله تعالى وريحان، ورب غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك، حتى إنه ليناوله بعضهم بعضًا، فيُسمُّونه بأحسن الأسماء له، حتى يأتون به باب السماء، فيقولون هكذا الرواية بإثبات النون: جاءتكم مِن الأرضِ، فيأتُونَ به أَرْوَاحَ المُؤْمِنِينَ فَلَهُمْ أشد فرحًا به من أحدكم بغائبه إذا قَدِمَ، فيسألونه: ماذا فَعِل فلان؟ ماذا فَعِل فلان؟ فيقولون: دعوه حتى يستريح، فإنه كان في غمِّ الدنيا، فيقول: قد مات، أما أتاكم؟ فيقولون: ذُهِبَ به إلى أمه الهاوية))؛ (قال الألباني في "الصحيحة" (3/293): صحيح الإسناد، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين).

ثامنًا: يُكتَب في ديوان أهل الجنة:

وعن الضحاك قال: إذا قُبِض رُوح العبد المؤمن، عُرِج بها إلى السماء، فينطلِق معه المقرَّبون، ثم عُرِج به إلى السماء الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم السابعة، حتى ينتهوا إلى سِدرة المنتهى، فيقولون: عبدك فلان - وهو أعلم به - فيَأتيه صكٌّ مختوم بأمنه من العذاب؛ فذلك قوله تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ۞ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ۞ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ۞ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ۞ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ۞ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ۞ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴾ [المطففين: 18 - 24]؛ (بشرى الكئيب ص41، جامع البيان؛ للطبري:30/102).

قال الإمام ابن القيم في كتابه "حادي الأرواح" (ص70 - 73):

"فأخبر تعالى أن كتابهم كتاب مرقوم، تحقيقًا لكونه مكتوبًا كتابة حقيقية، وخَصَّ تعالى كتاب الأبرار بأنه يُكتَب ويوقع لهم به بمشهد المقرَّبين من الملائكة والنبيين وسادات المؤمنين، ولم يذكر شهادة هؤلاء لكتاب الفُجَّار تنويهًا بكتاب الأبرار، وما وقع لهم به، وإشهارًا له وإظهارًا بين خواصِّ خلْقه، كما يكتب الملوك تواقيع مَن تُعظِّمه بين الأمراء، وخواص أهل المملكة، تنويهًا باسم المكتوب له، وإشادة بذكره، وهذا نوع من صلاة الله - سبحانه وتعالى - وملائكته على عبده، وقال: "فهذا التوقيع والمنشور الأول، ويُكتَب في ديوان أهل الجنة يوم موته".

ومن البِشارات كذلك:

ما ذكره مجاهد، حيث قال: "إن المؤمن ليُبَشَّر بصلاح ولده من بعده؛ لتقرَّ عينه"؛ (أبو نعيم في الحلية).

خلاصة ما سبق من إكرام الله للمؤمن عند خروج روحه:

1- سلام الله عليه يُبلِّغه إياه مَلَك الموت، ولو لم يكن من الكرامة إلا هذا لكفى.

2- بِشارة مَلَك الموت له والسلام عليه.

3- أن يعلم مكانه من الجنة قبل موته.

4- رؤيته لملائكة الرحمة بوجوههم الطيبة.

5- سهولة خروج رُوحه.

6- خروج رُوحه في ضبائر ريحان الجنة ومِسك الجنة.

7- خروج رُوحه في كفن من الجنة، وحَنوط من الجنة، وحريرٍ من الجنة.

8- إذا خرجت روحه صلَّى عليه كل مَلَك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء.

9- خروج الريح الطيبة منه كأطيب نفحة مسك على وجه الأرض.

10- نداء الملائكة له بأحب أسمائه إليه.

11- يُشيِّعه من كل سماء مُقرَّبوها إلى السماء التي تليها، حتى يُنتَهى به إلى السماء السابعة.

12- لا تَمر رُوحه بباب من أبواب السماء إلا فُتِحَ له، ولا مَلَك إلا صلَّى عليه وشفع.

13- قول الله - عز وجل -: ((اكتبوا كتاب عبدي في عليين، بمشهد من المقربين))، ويا لها من كرامة.

14- يُشرِق وجهه ويأتي ربه من الباب الذي كان يصعد عمله منه، ولوجهه برهان مثل الشمس.

15- نداء منادٍ من السماء أن صدَق عبدي، ولو لم يكن إلا ثناء الله عليه لكفاه.

16- لُقيا رُوح المؤمن لأرواح المؤمنين وفرَحهم به.

17- بشرى الملائكة له بدخول الجنة، وألا خوف عليه ولا حزن على ما خلف من أمر الدنيا من ولدٍ وأهل، فإنهم يخلفونه فيهم أحسن الخُلْف، وإنهم سيؤنِسون وَحشتَه في القبور، وعند النفخ في الصور، ويوم البعث والنشور.

18- دخول رُوحه إلى بلاد الأفراح ومأوى الطيبين (الجنة) من يوم موته، ونعيم جسده في قبره.

=======

لحظة الاحتضار وخروج الروح

عند الاحتضار يتمنَّى الإنسان الرجعة للدنيا.

فإن كان كافراً تمنَّى الرجعة؛ لعله يُسلِم، وإن كان عاصياً تمنى الرجعة؛ لعله يتوب، قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99 -100].

ولكن هذا الإسلام وهذه التوبة لن تنفعا إذا حضر الموت، وغرغر العبد، قال تعالى: ﴿ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ﴾ [النساء:18].

وفي سُنن الترمذي، وابن ماجه، قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ"[1].

فعلى المرء أن يقدِّم لنفسه، ويتوب لربه - تعالى - قبل حلول الأجل:

قدم لنفسك توبة مرجوة

قبل الممات وقبل حبس الألسن

بادر بها غلق النفوس فإنها

ذخر وغنم للمنيب المحسن

العبد المؤمن حال الاحتضار يشتاق إلى لقاء الله - تعالى-، والعبد الكافر والفاجر يَكرَه ذلك.

ويدلّ على ذلك: حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ»، قَالَتْ عَائِشَةُ، أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ، قَالَ:" لَيْسَ ذَاكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ، وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ؛ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ، وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ؛ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ"[2].

فيا رب.. نسألك في تلك اللحظات رضواناً، وكرامةً؛ تؤهلنا للشوق إلى لقائك، ونعوذ بك اللهم من الخـيبة والخسـران.

ولذا فإن العبد الصالح يُطالب من يحمله على النَّعش بالإسراع إلى القبر شوقاً إلى النعيم، وأمَّا من كان سوى ذلك فينادي بالويل من المصير، ففي صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري - رضي اللّهُ عنه - أنَّ رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قال: " إِذَا وُضِعَتْ الْجِنَازَةُ، وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا، يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ، إِلَّا الْإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهُ صَعِقَ"[3].

الروح إذا خرجت من الجسد ذهبت إلى السماء.

ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "إِذَا خَرَجَتْ رُوحُ الْمُؤْمِنِ تَلَقَّاهَا مَلَكَانِ يُصْعِدَانِهَا"- قَالَ حَمَّادٌ (وهو أحد الرواة): فَذَكَرَ مِنْ طِيبِ رِيحِهَا، وَذَكَرَ الْمِسْكَ - قَالَ: "وَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: رُوحٌ طَيِّبَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الأَرْضِ. صَلَّى اللّهُ عَلَيْكِ وَعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ. فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ - عَزَّ وَجَلَّ-. ثُمَّ يَقُولُ: انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى آخِرِ الأَجَلِ". قَالَ: "وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ - قَالَ حَمَّادٌ وَذَكَرَ مِنْ نَتْنِهَا، وَذَكَرَ لَعْناً - وَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الأَرْضِ. قَالَ: فَيُقَالُ: انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى آخِرِ الأَجَلِ"[4].

مستلة من: "فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار"

===

لحظة خروج الروح وصعودها إلى السماء

مما لا شك فيه أن ساعة الموت ولحظة خروج الرُّوح من أخطر اللحظات في عمر الإنسان؛ وذلك للأسباب الآتية:

1- لأنها بداية الانتقال من عالم الشهادة المحسوس، الذي عرفه الإنسان وألِفه، إلى عالم كان غيبًا في الحياة الأولى، ويصير محسوسًا في الحياة الجديدة، التي تبدأ بالموت الجسدي، ليحدث للإنسان في عالم البرزخ - لأول مرة - عوالم تختلف كل الاختلاف عن عوالم الدنيا التي عايشها وائتلف أو تنافَر معها.

2- في هذه الساعة - ساعة الموت - يرى ملائكة الله، ويسمع منهم الكلمة الفاصلة النازلة إليه من عند الله تعالى، وهي التي فيها نعيمه الأبدي أو شقاؤه الأبدي.

3- إن ساعة الموت فاصلة بين عمرٍ - مهما طال في عصرنا - فلن يَزيد عن مائة وخمسين سنة، وهو يعتبر صفرًا إذا قيس بآلاف السنين في القبر، وخمسين ألف سنة في الموقف، ثم إلى ما لا نهاية في نعيم لا يُوصَف، أو في شقاء لا يُتصوَّر، ففي هذا العمر القصير جدًّا يُحدَّد المصير بالنسبة للمستقبل اللانهائي، وليس في عمر الدنيا كله يُحدد مصير المستقبل، بل في سنين محدودة منه، وقد تكون أيامًا، وقد تكون ساعة واحدة أو أقل، يتوب الإنسان فيها ويندَم على ذنوبه، ويتضرَّع إلى ربه، ويتخلَّص من مظالمه، فينال رضاء الله عند موته، ويطمئن على مستقبله، يا لها من سعادة في متناول الجميع، ومن مستقبل لانهائي يُحدِّد الإنسان مصيره في دقائق، وصدق الله القائل: ﴿ سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا ﴾ [الأعلى: 10 - 13]؛ (رحلة الخلود؛ لحسن أيوب ص 112 بتصرف).

أحبتي في الله، كل الناس متساوون في الدنيا ظاهريًّا، سواء المؤمن والكافر، والصالح والطالح، فهم يُرزقون ويسيرون ويذهبون ويَجيئون، والله - سبحانه وتعالى - يعطي فيها المؤمن والكافر، والعاصي والمطيع؛ لأنه - سبحانه - يعطيها لمَن يحب ولمن لا يحب، لكن عندما ينزل بهم الموت لا يستوي المؤمن والكافر، ولا المحسن والمسيء، ففي هذه اللحظة، لحظة خروج الرُّوح يظهر الفرقان، ويفترِق الطريقان، ويمتاز الفريقان، فعند خروج رُوح المؤمن يجتمع له الخير كله، ولا ينسى أبدًا هذه اللحظة حتى بعد دخوله الجنة، يقول بعض السلف: "إن العبد المؤمن وهو يتقلَّب في نعيم الجنة لا ينسى طعمَ وحلاوة بِشارة مَلَك الموت له عند خروج الرُّوح، ونقيض ذلك للعاصي والكافر.

وصدق الله - عز وجل - حيث قال: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [الجاثية: 21].

====

نزع روح الكافر

إنَّ الله ما خلَق الإنسانَ عبَثًا؛ بل خلقه وكلَّفه ليعرفه ويوحِّده ويعبده، قال الله تعالی: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾[1].

لا بدَّ للإنسان أن يعبد الله ولا يُشرك به شيئًا، وألا يستكبر عن عبادته، إن مَن يستكبر عن عبادته فإنَّ الله يبشِّره بعذاب موهن وعقاب مؤلم، ويدخله جهنم داخرًا، قال الله تعالی: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾[2].

وإن الدنيا دار الابتلاء؛ لأنَّ الإنسان يواجه ما لا يواجهه أحد من خلقه، يواجه يومًا لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا، قال الله تعالی: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾[3].

لأنَّ ما وعد الله حق ولا يخلف الله وعده؛ فإذًا لا تغرن الإنسان حياة الدنيا وزخرفها، ولا يغرنَّه بالله الغَرور، قال الله تعالی: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾[4].

ونبَّه الله عبادَه بوجود يوم غير هذا اليوم الذي نحن فيه، يوم آخَر فيه يحاسِب الله عبادَه، ويجازيهم علی أعمالهم إن خيرًا فخير، وإنْ شرًّا فشر، فأَزلف الجنَّةَ وبرز الجحيم، للمتقين من عباده والغاوين؛ حيث قال تعالی: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾[5]، وقال تعالی: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾[6].

وقال تعالی: ﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴾[7].

إن عذاب الله للكفَّار والمنافقين يبدأ من نَزْع أرواحهم، قال الله تعالی: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾[8].

رُوي عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ تعالی: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾ قَالَ: "هِيَ أَنْفُسُ الْكُفَّارِ تُنْزَعُ ثُمَّ تُنْشَطُ ثُمَّ تُغْرَقُ فِي النَّارِ"[9].

قال الفرَّاء رحمه الله تعالی: "وإنَّ النَّزع نزعُ الأنفس من صدور الكفار، وهو كقولك: والنازعات إغراقًا، كما يُغرِق النازِع فِي القوس"[10].

وقال علي رضي الله عنه: "هي الملائكة تنزع أرواحَ الكافر والكفرة"[11].

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "يريد أنفس الكفَّار ينزعها ملَكُ الموت من أجسادهم من تحت كلِّ شَعرة ومن تحت الأظافير وأصول القدمين ثم يفرِّقها ويردِّدها في جسده بعد ما تنزع، حتى إذا كادت تخرج ردَّها في جسده؛ فهذا عمله بالكفَّار"[12].

وقال مقاتل رحمه الله تعالی: "هم (ملك الموت) وأعوانه يَنزعون روحَ الكافر كما يُنزع السَّفُّودُ[13] الكثير الشُّعَب مِن الصوف المبتَل فتخرج نفسه كالغريق في الماء"[14].

وقال سعيد بن جُبير رحمه الله تعالی: "نزعت أرواحهم ثم غرِّقت ثم حرِّقت ثم قذف بها في النار"[15].

وقال أبو الليث السمرقنديُّ رحمه الله تعالی: "﴿ وَالنَّازِعَاتِ ﴾، يعني: ملَك الموت وأعوانه غَرْقًا كرهًا، يقال: غرقت نفسه في صدره؛ وذلك أنه ليس من كافر يحضره الموت، إلا عُرضتْ عليه جهنم، فيراها قبلَ أن تخرج نفسه، فيرى فيها أقوامًا، مرَّة ينغمسون، ومرة يرتفعون، فعند ذلك تغرق روحُه في جسده"[16].

وقال الواحديُّ[17] رحمه الله تعالی: "الملائكة التي تنزع أرواحَ الكفَّار (غرقًا) إغراقًا كما يُغرق النَّازع في القوس يعني: المبالغة في النَّزع"[18].

ونقل ابن كثير رحمه الله تعالی: "عن ابْن مَسْعُودٍ وَابْن عَبَّاسٍ رضي الله تعالی عنهم، وَمَسْرُوق[19]، وَسَعِيد بْنُ جُبَيْرٍ، وَأَبي صَالِحٍ، وَأَبي الضُّحَى[20]، والسُّدي رحهم الله تعالی: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾ الْمَلَائِكَةُ، يَعْنُونَ حِينَ تُنْزَعُ أَرْوَاحُ بَنِي آدَمَ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُ رُوحَهُ بعُنف فَتغرق فِي نَزْعِهَا..."[21].

وروي عن ابن عَبَّاس رضي الله عنهما فِي قَوْله: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾ قَالَ: "هِيَ أَرْوَاح الْكفَّار لما عَايَنت ملَك الْمَوْت فيخبرها بسخط الله غرقت فينشطها انتشاطًا من العصب وَاللَّحم"[22].

ولا شك أنَّ الكافر يشاهد عند الموت ما أعدَّ الله له من العذاب والعقاب، ويخاف ويكره مما أمامه وبعد ذلك كَرِه لقاءَ الله، والله كَرِه لقاءَه، كما روي عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالی عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ))، قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ المَوْتَ، قَالَ: ((لَيْسَ ذَاك، وَلَكِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ))[23].

ويعرض مقعده من النار عليه غدوًّا وعشيًّا - حتی يبعثه يوم القيامة - فيری ما أعدَّ الله له، كما روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:

" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ، غُدْوَةً وَعَشِيًّا، إِمَّا النَّارُ وَإِمَّا الجَنَّةُ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى تُبْعَثَ إِلَيْهِ"[24].

هذه الحالة، حالة الكفَّار والمنافقين الذين ضَلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، ولا يقيم الله لهم يوم القيامة وزنًا، قال الله تعالی: ﴿ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴾[25].

أعاذنا الله من عذابهم وعقابهم. آمين! يا رب العالمين.

[1] سورة الذاريات: (56).

[2] سورة غافر: (60).

[3] سورة لقمان: (33).

[4] سورة فاطر: (5).

[5] سورة الشعراء: (90).

[6] سورة ق: (31).

[7] سورة الشعراء: (91).

[8] سورة النازعات: (1).

[9] أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره "تفسير القرآن العظيم"، رقم الحديث: (19110)، (10/ 3397)، "تفسير القرآن العظيم"؛ لابن كثير، (8/ 312)، و"الدر المنثور"؛ للسيوطي (8/ 404).

[10] "معاني القرآن"؛ للفراء، (3/ 230).

[11] أورده الثعلبي في تفسيره "الكشف والبيان عن تفسير القرآن"، (10/ 122)، والسيوطي في تفسيره "الدر المنثور"، (8/ 403)، والقرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن"، (19/ 190) وكلهم نسبوا هذا الحديث إلى عليٍّ رضي الله تعالى عنه.

[12] أورده البغوي في تفسيره "معالم التنزيل في تفسير القرآن"، (5/ 204)، والثعلبي في تفسيره "الكشف والبيان عن تفسير القرآن"، (10/ 122)، والقرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن"، (19/ 190)، ونسبوا هذا الحديث إلى ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.

[13] السفود: حديدة ذات شعب معقفة يشوي اللحم؛ "المخصص"؛ لابن سيدة (1/ 320).

[14] "معالم التنزيل في تفسير القرآن"؛ للبغوي، (5/ 204)، "بحر العلوم"؛ لأبِي الليث السمرقندي، (3/ 541)، و"الكشف والبيان عن تفسير القرآن"؛ للثعلبي، (10/ 122).

[15] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 185)، "الكشف والبيان عن تفسير القرآن"؛ للثعلبي، (10/ 122)، و"الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (19/ 190).

[16] أورده أبو الليث السمرقندي في تفسيره "بحر العلوم"، (3/ 541) ونسبه إلى الكلبي.

[17] الواحدي (؟ 468 هـ = ؟ 1076 م)، هو: علي بن أحمد بن محمد بن علي بن متوية، أبو الحسن الواحدي: مفسِّر، عالم بالأدب، نعته الذَّهبي بإمام علماء التأويل، كان من أولاد التجار، أصله من ساوة (بين الري وهمذان) ومولده ووفاته بنيسابور، له (الوجيز) في التفسير، وقد أخذ الغزالي هذه الأسماء وسمى بها تصانيفه، و(شرح ديوان المتنبي) و(أسباب النزول) و(شرح الأسماء الحسنى)، وغير ذلك وهو كثير، والواحدي نسبة إلى الواحد بن الديل ابن مهرة.

راجع: "سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (18/ 339 342)، و"الأعلام"؛ للزركلي، (4/ 255).

[18] الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي، ص (1169).

[19] مسروق (؟ 63 وقيل 62)، هو: مسروق الأجدع بن مالك بن أمية الهمداني، ثم الوداعي، أبو عائشة تابعي ثِقة، من أهل اليمن، قدم المدينةَ في أيام أبي بكر رضي الله عنه، وسكن الكوفة، روى عن أبي بكر وعمر وعائشة ومعاذ وابن مسعود رضي الله عنهم، روى عنه الشعبيُّ والنَّخعي وأبو الضحى وغيرهم، قال الشعبي: ما رأيتُ أطلب للعلم منه، وكان أعلم بالفتوى من شُريح، وشريح أبصر منه بالقضاء.

راجع: "الطبقات الكبرى"؛ لابن سعد، (4/ 113)، و"الأعلام"؛ للزركلي، (8/ 108).

[20] أبو الضحى (؟ نحو 100 هـ)، هو: مسلم بن صبيح القرشي الكوفي أبو الضحى، مولى آل سعيد بن العاص، سمع ابن عباس، وابن عمر، والنعمان بن بشير، ومسروقًا، وغيرهم، حدَّث عنه مغيرة، ومنصور، والأعمش، وفطر بن خليفة، وآخرون، وتفقَّه بعلقمة وغيره، وكان مِن أئمة الفقه والتفسير، ثقة حجَّة، وكان عطَّارًا، مات نحو سنة مائة في خلافة عمر بن عبدالعزيز.

راجع: "سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (5/ 71)، و"الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد"؛ لأحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن، أبي نصر البخاري الكلاباذي (المتوفى: 398هـ)، (2/ 706)، المحقق: عبدالله الليثي، دار المعرفة بيروت ط، الأولى، 1407 م.

[21] أورده ابن كثير في تفسيره "تفسير القرآن العظيم"، (8/ 312) ونسبه إلى هولاء.

[22] أورده السيوطي في تفسيره الدر المنثور ونسبه إلى ابن عباس، (8/ 404).

[23] سبق تخريجه في صفحة (65).

[24] سبق تخريجه في صفحة (69).

[25] سورة الكهف: (104 - 106).

====

هل هناك حديث يفصل خروج الروح وصعودها إلى السماء؟

الجواب: نعم - أطال الله بعمرك على طاعته، من غير فتنة مضلة -، وهو حديث يعدُّ أصلاً في خروج الروح وعذاب القبر، وهو حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: " خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، وَكَأَنَّ عَلَى رُؤوسِنَا الطَّيْرَ، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ"- مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - ثُمَّ قَالَ:"إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا، وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ، بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ - عَلَيْهِ السَّلَام - حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ"، قَالَ: "فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ، وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ"، قَالَ:"فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ - يَعْنِي بِهَا - عَلَى مَلَأٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ، إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا، حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيَقُولُ: اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى" قَالَ: "فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ؟...".

..."وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ قَالَ فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَأٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ، إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ، فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ"،

ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَـمِّ الْخِيَاطِ ﴾، فَيَقُولُ: اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى، فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا"،

ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ؟..."، الحديث.."، وفيه الأسئلة الثلاثة في القبر: (من ربك؟، ما دينك؟، من نبيك؟)، وسيأتي تمامه عند الحديث عن القبر، وسؤال الملَكين.[1]

مستلة من: "فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار"

[1] الحديث جمع رواياته الشيخ الألباني، وصححه في كتابه القيِّم: ( أحكام الجنائز ص 59 ) وعزاه إلى أبي داود، والحاكم، و الطيالسي، وأحمد والسياق له، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وأقرَّه الذهبي، وصححه ابن القيم في أعلام الموقعين ( 1 /214 ).

=========

حال الرجل الصالح لحظة خروج الروح (1)

1- قال - تعالى -: ﴿ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ [الواقعة: 88 - 91].

يقول الطبري: "فأما إن كان الميت من المقرَّبين الذين قرَّبهم الله من جواره في جنانه: ﴿ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ ﴾، يقول: فله رَوح وريحان".

عن عليٍّ، عن ابن عبَّاسٍ، ﴿ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ ﴾ يقُولُ: "رَاحَةٌ وَمُسْتَرَاحٌ"

وفي رواية عن ابن عباس: أن الريحان: يعني المستريح من الدنيا، ﴿ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴾: مغفرة ورحمة.

وقال آخرون: الرَّوح: الراحة، والريحان: الرزق؛ وهو قول مجاهد، وقريب منه قول سعيد بن جبير.

وأما الذين قرؤوا بضم الراء {رُوح}، فإنهم قالوا:

الرُّوح: هي رُوح الإنسان، والريحان: هو الريحان المعروف.

وقالوا: معنى ذلك: أن أرواح المقرَّبين تخرج من أبدانهم عند الموت بريحان تَشمه.

عن الحسن قال: "تخرج رُوحه في ريحانة".

قال الطبري: في "تفسيره" (11: 211): "وأَوْلى الأقوال في ذلك بالصواب عندي قول من قال: عُني بالرَّوح: الفرح والرحمة والمغفرة، وأصله من قولهم: وجدت رَوحًا: إذا وجد نسمًا يستروح إليه من كرب الحرِّ، وأما الريحان: فإنه عندي الريحان الذي يتلقَّى به عند الموت؛ كما قال أبو العالية والحسن.

قال ابن كثير في "تفسيره" (3/301): "وكل هذه الأقوال مُتقارِبة صحيحة، فإن مَن مات مُقرِّبًا حصل له جميع ذلك من الرحمة والراحة والاستراحة والفرح والسرور والرزق الحسن".

وقال - تعالى -: ﴿ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ [الواقعة: 90، 91].

قال ابن جرير: قال قتادة: قوله: ﴿ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ [الواقعة: 91]؛ سلام من عند الله، وسلَّمت عليه ملائكة الله.

قال ابن زيد: سَلِمَ ممَّا يكره، وأورد أقوالاً ثم قال: "وأَوْلى الأقوال في ذلك بالصواب أن يُقال: معناه: فسلام لك، إنك من أصحاب اليمين، ثم حُذفت واجتزئ بدَلالة ﴿ مِنْ ﴾ عليها منها، فسلِمت من عذاب الله، ومما تكره؛ لأنك من أصحاب اليمين".

وقال ابن كثير في "تفسيره" (3/302): "وأما إن كان المُحتَضرُ مِن أصحاب اليمين، ﴿ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ [الواقعة: 91]؛ أي: تُبشِّرهم الملائكة بذلك، تقول لأحدهم: ﴿ فَسَلَامٌ لَّكَ ﴾؛ أي: لا بأس عليك، أنت إلى سلامة، أنت من أصحاب اليمين، وقال قتادة وابن زيد: سلِم من عذاب الله، وسلَّمت عليه ملائكة الله، كما قال عكرمة: تُسلِّم عليه الملائكة، وتُخبره أنه من أصحاب اليمين، وهذا معنى حسن، ويكون ذلك كقول الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 - 32]".

قال ابن القيم في "بدائع الفوائد" (2/146):

"ليس هذا سلام تحيَّة، ولو كان تحية لقال: "فسلام عليه"، كما قال: ﴿ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الصافات: 109]، ﴿ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ ﴾ [الصافات: 79]، ولكن الآية تضمَّنت ذِكر مراتب الناس وأقسامهم عند القيامة الصغرى حال القدوم على الله، فذكر أنهم ثلاثة أقسام:

مُقرَّب: له الرَّوح والريحان وجنة النعيم.

ومُقتصِد: من أصحاب اليمين، له السلامة، فوعده بالسلامة، ووعَد المُقرَّب بالغنيمة والفوز، وإن كان كل منهما سالمًا غانمًا.

وظالم بتكذيبه وضلاله، فأوعده بنُزل من حميم، وتصلية جحيم.

فلما لم يكن المقام تحية، وإنما هو مقام إخبار عن حاله، ذكر ما يحصُل له من سلامة.

فإن قيل: فهذا فَرْق صحيح، لكن ما معنى اللام في قوله ﴿ لَكَ ﴾، ومَن هو المخاطب بهذا الخطاب، وما معنى ﴿ مِنْ ﴾في قوله: ﴿ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾ [الواقعة: 90]، فهذه ثلاثة أسئلة في الآية.

فاعلم أن المدعو به من الخير والشر، مُضاف إلى صاحبه بلام الإضافة الدالة على حصوله له، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ ﴾ [الرعد: 25]، ولم يقل: "عليهم اللعنة" إيذانًا بحصول معناها وثبوته لهم، وكذلك قوله: ﴿ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 18]، ويقول في ضد هذا: لك الرحمة ولك التحية ولك السلام، ومنه هذا الآية: ﴿ فَسَلَامٌ لَكَ ﴾ [الواقعة: 91]؛ أي: ثبت لك السلام وحصل لك، وعلى هذا فالخطاب لكل مَن هو من هذا الضَّرب فهو خطاب للجنس؛ أي: فسلام لك يا مَن هو مِن أصحاب اليمين، كما تقول: "هنيئًا لك يا مَن هو منهم"؛ ولهذا - والله أعلم - أتى بحرف ﴿ مِنْ ﴾ في قوله: ﴿ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴾، والجار والمجرور في موضع حال؛ أي: سلام لك كائنًا من أصحاب اليمين، كما تقول: "هنيئًا لك من أتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحزبه"؛ أي: كائنًا منهم، والجار والمجرور بعد معرفة تَنتصِب على الحال، كما تقول: "أحببتُك من أهل الدين والعلم"؛ أي: كائنًا منهم، فهذا معنى هذه الآية، وهو وإن خلتْ منه كتب أهل التفسير، فقد حام عليه منهم مَن حام، وما ورد ولا كشف المعنى ولا أوضحه، فراجِع ما قالوه، والله الموفِّق المانُّ بفضله"؛ اهـ.

2- قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32].

"طيبة نفوسهم بلقاء الله، ومُعافين من الكرب وعذاب الموت، يقولون: ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ﴾؛ طمأنة لقلوبهم، وترحيبًا بقدومهم، ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32]؛ تعجيلاً لهم بالبشرى، وهم على أعتاب الآخرة؛ جزاء وِفاقًا على ما كانوا يعملون"؛ (الظلال: 4/2169).

قال ابن كثير في "تفسيره" (4/487):

"أخبر تعالى عن حالهم عند الاحتضار أنهم طيبون؛ أي: مُخلَّصون من الشرك والدنس وكل سوء".

وقال الفخر الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب" (9/518):

"﴿ طَيِّبِينَ ﴾: كلمة مختَصَرة جامعة للمعاني الكثيرة؛ وذلك لأنه يدخل فيه إتيانهم بكل ما أُمِروا، واجتنابهم عن كل ما نُهوا عنه، ويدخل فيه كونهم مبرَّئين من العوائق الجسمانية، متوجِّهين إلى حضرة القدس والطهارة، ويدخل فيه أنه طاب لهم قبْض الأرواح، وأنها لم تُقبض إلا مع البِشارة بالجنة، حتى صاروا كأنهم مُشاهِدون لها، وأكثر المفسِّرين على أن هذا التوفي: هو قَبْض الأرواح".

وقال الألوسي في "روح المعاني" (14/133):

"قال مجاهد: المراد بـ: ﴿ طَيِّبِينَ ﴾: زاكية أقوالهم وأفعالهم".

3- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: 30، 31].

قال ابن كثير في "تفسيره" (4: 99 - 100):

"قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: "هم الذين لم يُشركوا بالله شيئًا".

وقال الزهري:

تلا عمر - رضي الله عنه - هذه الآية على المنبر، ثم قال: استقاموا لله بطاعته، ولم يُراوِغوا رَوغان الثعالب.

وقال ابن عباس - رضي الله عنهما-: ﴿ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ على أداء فرائضه.

وقال أبو العالية: ﴿ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾؛ أخلَصوا له الدين والعمل.

أما قوله تعالى: ﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ ﴾؛ يعني: عند الموت، ﴿ أَلَّا تَخَافُوا ﴾ أي: ممَّا تُقدِمون عليه من أمر الآخرة، ﴿ وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ على ما خلفتُموه من أمر الدنيا: من ولد وأهل ومال أو دَين؛ فإنا نَخلُفكم فيه.

﴿ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾؛ فيُبشِّرونهم بذَهاب الشر وحصول الخير.

قرأ ثابت البناني سورة "حم السجدة"، حتى بلغ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ ﴾ [فصلت: 30]، فوقف، وقال: بلغنا أن العبد المؤمن حين يبعثه الله من قبره، يتلقَّاه المَلَكان اللذان كانا معه في الدنيا فيقولان له: "لا تخف ولا تحزن"، ﴿ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]، قال: فيُؤمِّن الله تعالى خوفه، ويَقِرُّ عينه، فما عظيمة يخشى الناسُ يوم القيامة إلا هي للمؤمن قُرة عين، لما هداه الله - تبارك وتعالى - ولما كان يعمل في الدنيا.

وقال زيد بن أسلم:

"يُبشِّرونه عند موته، وفي قبره، وحين يُبعث".

وهذا القول يجمع الأقوال كلها، وهو حسن جدًّا وهو الواقع.

أما قوله تعالى: ﴿ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [فصلت: 31]؛ أي: تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار: نحن كنا أولياءكم؛ أي: قرناءكم في الحياة الدنيا، نُسدِّدكم ونُوفِّقكم ونحفظكم بأمر الله، وكذلك نكون معكم في الآخرة، نُؤنِس منكم الوَحشة في القبور، وعند النفخة في الصور، ونؤمِّنكم يوم البعثِ والنشور، ونجاوِز بكم الصراط المستقيم، ونوصلكم إلى جنَّات النعيم.

4- في قوله تعالى: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ﴾ [النازعات: 1 - 4].

أما قوله تعالى: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾، ففيها أقوال كثيرة:

وقد مال ابن كثير إلى: أن الصحيح منها هو أن الملائكة عندما تَنزِع الرُّوحَ، فمنهم مَن تأخذ رُوحَه بعُسر، فتُغْرِقُ في نزْعها، ومنهم مَن تأخذ رُوحَه بسهولة ويسر، وكأنما حلَّته من نشاط، وهو قوله: ﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾: وهي أنفُسُ المؤمنين تَنشَط عند الموت للخروج، وذلك عند رؤية مكانهم في الجنة؛ قاله ابن عباس - رضي الله عنهما.

أما قوله تعالى: ﴿ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ﴾ ففيها أقوال، منها:

قول الإمام علي - رضي الله عنه - حيث قال: "إن الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين".

وقول ابن عباس حيث قال: "إن أرواح المؤمنين إذا عاينتْ مَلَك الموت، وقال لها: اخرجي أيتها النفس المطمئنَّة إلى رَوح وريحان، وربٍّ غير غضبان، سبَحتْ سباحة الغائص في الماء؛ فرحًا وشوقًا إلى الجنة".

أما قوله تعالى: ﴿ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ﴾ ففيها أقوال، منها:

قول مجاهد: "إن الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة".

ورُوي عن ابن مسعود: "أنها أنفس المؤمنين عندما تَقبِضها الملائكة، وقد عاينتِ السرور، فتَسبِق هذه الأنفسُ الملائكةَ شوقًا إلى لقاء الله".

================

مصير روح المؤمن بعد قبضها

السؤال:

من المستمع (ع. م) من مدينة الطائف رسالة وضمنها بعضًا من الأسئلة في أحدها يقول: عند موت المسلم تنتزع الروح فأين تذهب؟

-01:44

الجواب:

روح المؤمن ترفع إلى اللهثم ترد إلى جسدها للسؤال، ثم بعد ذلك جاء الحديث أنها تكون في الجنة طائر يعلق في شجر الجنة، روح المؤمن، ويردها الله إلى جسدها إذا شاء .

أما روح الكافر تغلق عنها أبواب السماء وتطرح طرحًا إلى الأرض وترجع إلى جسدها للسؤال، وتعذب في قبرها مع الجسد، نسأل الله العافية.

أما روح المؤمن فإنها تنعم في الجنة وترجع إلى جسدها إذا شاء الله، وترجع إليه أول ما يوضع في القبر حتى يسأل، كما جاء بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والمؤمن إذا خرجت روحه يخرج منها كأطيب ريح يحسه الملائكة ويقولون: ما هذه الروح الطيبة؟ ثم تفتح لها أبواب السماء حتى تصل إلى الله، فيقول الله لها: ردوها إلى عبدي فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم تعاد روحه إلى جسده ليسأل، ثم جاءت الأحاديث بأن هذه الروح تكون في الجنة بشبه طائر، بصفة طائر تعلق في أشجار الجنة، وأرواح الشهداء في أجواف طير خضر.

أما روح المؤمنين فهي نفسها تكون طائر كما روى ذلك أحمد وغيره بإسناد صحيح عن كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه عن النبي ﷺ. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

الشيخ: الله المستعان.

=========

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها كيف يقبض ملك الموت أرواح الكثير من البشر فى وقت واحد رغم اختلاف أماكنهم؟ قائلة: الموت فى اللغة: ضد الحياة، يقال: مات يموت فهو ميت وميت ضد حى، والموت فى الاصطلاح: مفارقة الروح للجسد.

وأضافت والمتوفى على الحقيقة هو الله -سبحانه وتعالى- قال الله تعالى: ﴿قل يا أيها الناس أن كنتم فى شك من دينى فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذى يتوفاكم﴾، ويقول تعالى: ﴿والله خلقكم ثم يتوفاكم﴾، فأسند التوفى إليه سبحانه، ثم خلق الله ملك الموت وجعله الملك الموكل بقبض الأرواح، يقول الله تعالى: ﴿قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون﴾.

وخلق الله أعوانا لملك الموت يقول تعالى: ﴿حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون﴾، ويقول تعالى: ﴿فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم﴾، ويقول تعالى: ﴿ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم﴾، وأخرج عبد الرزاق، وأحمد فى "الزهد"، وابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ فى "العظمة"، وأبو نعيم فى "الحلية" عن مجاهد قال: "جعلت الأرض لملك الموت مثل الطست يتناول من حيث شاء، وجعل له أعوان يتوفون الأنفس ثم يقبضها منهم".

وأضافت دار الإفتاء وأخرج ابن جرير، وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس: "أنه سئل عن ملك الموت: هل هو وحده الذى يقبض الأرواح؟ قال: هو الذى يلى أمر الأرواح، وله أعوان على ذلك، غير أن ملك الموت هو الرئيس، وكل خطوة منه من المشرق إلى المغرب"،وقال الإمام الطبرى فى تفسيره لقوله تعالى: ﴿توفته رسلنا﴾: "فإن قال قائل: أو ليس الذى يقبض الأرواح ملك الموت، فكيف قيل: ﴿توفته رسلنا﴾، "والرسل" جملة وهو واحد؟ أو ليس قد قال: ﴿قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون﴾ ؟ قيل: جائز أن يكون الله -تعالى ذكره- أعان ملك الموت بأعوان من عنده، فيتولون ذلك بأمر ملك الموت، فيكون التوفى مضافا، وإن كان ذلك من فعل أعوان ملك الموت إلى ملك الموت؛ إذ كان فعلهم ما فعلوا من ذلك بأمره، كما يضاف قتل من قتل أعوان السلطان وجلد من جلدوه بأمر السلطان إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه، ولا وليه بيده، وقد تأول ذلك كذلك جماعة من أهل التأويل كابن عباس، وقتادة، ومجاهد، والربيع بن أنس".

قال القرطبى: "قوله تعالى: ﴿توفته رسلنا﴾ المراد: أعوان ملك الموت، قاله ابن عباس وغيره. ويروى أنهم يسلون الروح من الجسد حتى إذا كان عند قبضها قبضها ملك الموت. وقال الكلبى: يقبض ملك الموت الروح من الجسد ثم يسلمها إلى ملائكة الرحمة أن كان مؤمنا أو إلى ملائكة العذاب أن كان كافرا. والتوفى تارة يضاف إلى ملك الموت، كما قال: ﴿قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون﴾، وتارة إلى الملائكة لأنهم يتولون ذلك، كما فى هذه الآية وغيرها. وتارة إلى الله وهو المتوفى على الحقيقة، كما قال: ﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها﴾، ﴿قل الله يحييكم ثم يميتكم﴾، فكل مأمور من الملائكة فإنما يفعل ما أمر به".

وبناء عليه: فإن ملك الموت موكل بقبض الأرواح وله أعوان كما سبق بيانه، فلا يصعب حينئذ تصور قبضه لأرواح متعددة فى زمن واحد بواسطة أولئك الأعوان من الملائكة.

=====

ماذا يقول ملك الموت

أمل فوزي

ماذا يقول ملك الموت ؟ ، سواء للموتى قبل أو عند قبض أرواح الخلائق ، وكذلك ماذا يقول ملك الموت لأهل الميت وما نحوها من الأمور، لا شك أنها أحد الأسرار المخيفة التي مازلت خفية ، كشأن الموت وكل ما يتعلق به من عالم البرزخ وأحوال أهل القبور يعد من الأسرار التي تشغل الكثيرون ، إلا أن ماذا يقول ملك الموت من الأمور التي لا ينبغي التغافل عنها، فالموت يطرق أبواب الجميع ، وكل إلى زوال ، فكما أن الموت حق فإن وجود ملك الموت الذي يقبض الروح حق ، ومن عظم القائل تنبع أهمية معرفة ماذا يقول ملك الموت في كل الأحوال سواء عند قبض الروح أو بعدها على خشبة الغسل وسواء كان للميت أو لأهله ، وهو ما يطرح سؤال : ماذا يقول ملك الموت ؟، فإن الغموض هو حال الموت وكل استفهاماته باعتباره من الأمور الغيبية التي نعيشها كل يوم بفقدان عزيز وفراق شخص غالي .

ماذا يقول ملك الموت

ماذا يقول ملك الموت ، فيما روي أنه قال أحد أنبياء الله لملك الموت -عليه السلام-: “أما لك رسول تقدمه بين يديك؛ ليكون الناس على حذر منك؟“، قال: “نعم، لي والله رسل كثيرة من الإعلال، والأمراض، والشيب، والهموم، وتغير السمع والبصر، فإذا لم يتذكر من نزل به ولم يتب، فإذا قبضته ناديته: ألم أقدم إليك رسولاً بعد رسول، ونذيراً بعد نذير؟.

ماذا يقول ملك الموت : فأنا الرسول الذي ليس بعدي رسول، وأنا النذير الذي ليس بعدي نذير، فما من يوم تطلع فيه شمس ولا تغرب إلا وملك الموت ينادي: يا أبناء الأربعين، هذا وقت أخذ الزاد، أذهانكم حاضرة، وأعضاؤكم قوية شداد، يا أبناء الخمسين، قد دنا وقت الأخذ والحصاد، يا أبناء الستين، نسيتم العقاب، وغفلتم عن رد الجواب، فما لكم من نصير «أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَايَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ» الآية 37 من سورة فاطر، ذكره ابن الجوزي في كتاب (روضة المشتاق والطريق إلى الملك الخلاق). ماذا يقول ملك الموت

ماذا يقول ملك الموت عند قبض الروح

ماذا يقول ملك الموت عند قبض الروح ؟، ورد أن الملائكة عند احتضار المتوفين غير الصالحن فيضربون وجوه العصاة والكفار وأدبارهم، ويقولون لهم: ذوقوا عذاب الحريق"، فيضربون الوجه والدبر، ضربًا شديدًا مؤلمًا، لتخرج الأرواح من الأجساد، فقال الله تعالى: «وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ» الآية 93 من سورة الأنعام.

ماذا يقول ملك الموت عند قبض الروح ، والإنسان الصالح يخفف عليه عند سكرات الموت، فالمحتضِر يرى ملك الموت يقف أمامه فإذا كان من أهل الإيمان، فإنه يرى هذا المَلَك بأحسن صورةٍ، كما يرى الملائكةَ يحملون أكفانًا من الجنة، فيقترب مَلَك الموت منه ويجلس عند رأسه ويقول له: يا فلان أبشر برضى الله عليك، فيرى منزلته في الجنة، فيقول مَلَك الموت مخاطبًا روح المحتضِر: يا أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوانٍ.

ماذا يقول ملك الموت عند قبض الروح ، ورد أنه إذا كان المحتضِر من أهل الشقاء فإنه يرى مَلَك الموت بصورةٍ مفزعةٍ مخيفةٍ ويرى ملائكةً من حوله يحملون أكفانًا من نارٍ فيقترب مَلَك الموت منه ويجلس فوق رأسه ويبشره بسخط الله فيرى منزلته من النار، ويقول مَلَك الموت مخاطبًا روحه: اخرجي أيتها الروح الخبيثة أبشري بسخط الله وغضبه.

ماذا يقول ملك الموت عند قبض الروح ، فقد روي عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل صالحًا قالوا: اخرجي أيتها النفس الطيبة، كانت في الجسد الطيبة، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، فما يزال يقال لها ذلك حتى تخرجإذن الكلام بالبشارة مستمر طيلة خروج الروح، من وقت ابتداء خروج الروح إلى الانتهاء والبشارة تعمل من الملائكة، أيتها النفس الطيبة، كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، وإذا كان الرجل السوء، والحديث صحيح أخرجه أحمد وابن ماجة، وإذا كان الرجل السوء قال: اخرجي أيتها النفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث، اخرجي ذميمة، وأبشري بحميم وغساق، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج، تبشر بألوان العذاب». ماذا يقول ملك الموت لأهل الميت

ماذا يقول ملك الموت لأهل الميت

ماذا يقول ملك الموت لأهل الميت ، ورد أنه إذا قبض ملك الموت روح الإنسان قام على الباب ولأهل البيت ضجة فمنهم الصاكة وجهها ومنها الناشرة شعرها ومنهم الداعية بويلها فيقول ملك الموت مم هذا الجزع ومم هذا الفزع فوالله ما انتقصت لأحد منكم عمرًا ولا ذهبت لأحد منكم برزق ولا ظلمت لأحد منكم شيئًا، وإن لي بكم عودة بعد عودة حتى لا أبقي منكم أحد، قال رسول الله صلى الله علية وسلم والذى نفسى بيدة لو يرون مكانه ويسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على أنفسهم.

هيئة ملك الموت

هيئة ملك الموت عنها قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لم يرد في بعض الأحاديث عن حقيقة تسمية ملك الموت بعزرائيل هذا الاسم ولكن ورد في بعض الآثار سموه بعزرائيل ولكن لا يوجد حديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم- باسمه.

وأضاف « ممدوح» في إجابته عن سؤال: « ما هيئة ملك الموت ؟»، أن ملك الموت لم يرد شيئا عن شكله أو هيئته كما يزعم الناس أن شكله قبيح ومرعب جدا لدرجة أن الشخص حينما يراه من شدة الرعب يموت، فالإنسان المؤمن حينما يرى ملك الموت يستبشر خيرا ولا يفزع، منوهًا بأن الحديث عن الملائكة لابد أن يكون من باب الاحترام.

صحة ماذا يقول ملك الموت للميت وهو يغسل

صحة ماذا يقول ملك الموت للميت وهو يغسل ، ورد أنه جاء ضمن الأحاديث المنتشرة التي لا تصح، حديث: «يا ابن آدم، أتدري ماذا يقول ملَك الموت وأنت نائم على خشبة الغسل؟ ينادي عليك ويقول: يا ابن آدم، أين سمعك، ما أصمَّك؟! أين بصرك، ما أعماك؟! أين لسانك، ما أخرسك؟! أين ريحك الطيِّب، ما غيَّرك؟! أين مالك، ما أفقرَك؟! فإذا وُضِعْتَ في القبر نادى عليك الملك: يا ابن آدم، جمعتَ الدنيا أم الدنيا جمعتْك؟ يا ابن آدم، تركت الدنيا، أم الدنيا تركتك؟ يا ابن آدم، استعددت للموت، أم المنيَّة عاجلتْك، يا ابن آدم، خرجت من التراب وعدتَ إلى التراب؛ خرجت من التراب بلا ذنب، وعدتَ إلى التراب وكلُّك ذنوب، فإذا ما انفضَّ الناس عنك، وأقبل الليل لتقضي أول ليلة صبحها يوم القيامة، ليلة لا يُؤذَّن فيها للفجر، لم يقل المؤذِّن يومها الصلاة خير من النوم، انتهت الصلاة، انتهت العبادات، إنَّ الذي سيؤذِّن فجرها هو إسرافيل، أيتها العظام النخرة، أيتها اللحوم المتناثرة، قومي لفصل القضاء بين يدَي الله رب العالمين، إن الله يقول: ونُفِخَ في الصور فجمعناهم جمعًا، ويقول أيضًا: وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدًا، عندما يُقبِلُ عليك ليل أول يوم في قبرك ينادي عليك مالكُ الملك، وملِكُ الملوك، يقول لك: يا ابن آدم، رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو ظلُّوا معك ما نفعوك، ولمْ يبقَ لك إلا أنا الحيُّ الذي لا أموت، يا ابن آدم، من تواضع لله رفعه، ومن تكبَّر وضعه الله، عبدي، أطعتنا فقرَّبناك، وعصيتنا فأمهلناك، ولو عُدْتَ إلينا بعد ذلك قبلناك»، وعن صحة ماذا يقول ملك الموت للميت وهو يغسل ، فبتتبع هذا الحديث وتحري صحته ودرجته فقد ثبت أنه ليس بحديث . هل الإنسان يرى ملك الموت قبل موته

هل الإنسان يرى ملك الموت قبل موته

هل الإنسان يرى ملك الموت قبل موته ؟، فقد جاء أنه من الممكن أن نرى ملك الموت بعد الوفاة، قائلا "عند الوفاة ممكن نرى ملك الموت ولكن في النهاية هذه الأمور موقوفة على المنقول"، و مَلَكُ الموت واحدٌ من الملائكة الكرام الذين «لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ»، أوْكل الله تعالى إليه مهمة قبض الأرواح بمراده تعالى في الوقت الذي قدَّرهُ وعلى الحال التي كتبها؛ فهو عبدٌ لله خاضعٌ لسلطانه مطيعٌ لأمره كسائر الملائكة الكرام في الامتثال والتَّوَجُه والإذعان، قال تعالى: «وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ».

هل الإنسان يرى ملك الموت قبل موته ؟، فقد ورد أن عقيدة المؤمن في الموت أنه حق، وأن الله كتبه على كل مخلوق؛ قال تعالى: «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ»، وعقيدة المؤمن أنَّ نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوفي رزقها، قال صلى الله عليه وسلم: "«نَفَثَ رُوحُ الْقُدُسِ فِي رُوعِي أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ».

هل يرى الإنسان ملك الموت قبل موته ؟، لا شك أن العقلاء يدركون ما للملائكة من مكانةٍ عند الله وعند المؤمنين؛ ولذا فإن العقل والنقل لا يقبلان بحالٍ النيل منهم، ولا حتى مجرد تداول سيرتهم الذكية وأسمائهم الشريفة بغير الصورة اللائقة وفي غير السياق المناسب، ونُدرك ما قد يصيب الإنسان عندما يفقد عزيزًا من الاضطراب وفقد التوازن؛ وندرك كذلك عِظَمَ الفاجعة التي طالت الكثيرين هذه الأيام؛ لكن السلوى والأمان في العودة إلى الله تعالى والتعلق بأستار رحمته وسعة فضله والثقة في أن الراحة والسعادة الحقيقية إنما هي فيما أعده تعالى لعباده المؤمنين الصابرين من نعيم مقيم.

هل الإنسان يرى ملك الموت قبل موته ؟، فقد ثبت في القرآن والسنة أن المحتضر يشاهد الملائكة قبل وفاته وقد يتحدث معهم وأهله لا يبصرون - وهذا مصداقا لقوله تعالى « فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85)» من سورة الواقعة ، أي: فهلا إذا بلغت الروح الحلقوم، وأنتم تنظرون المحتضر في هذه الحالة، والحال أنا نحن أقرب إليه منكم، بعلمنا وملائكتنا، ولكن لا تبصرون، كما جاء في حديث طويل عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم "إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزلت إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسون منه مد البصر.."!

هل الإنسان يرى ملك الموت قبل موته ؟، فقد جاء الفرق بين الحالتين أن رؤية الملائكة تأتي عند (الرمق الأخير) في حين أن رؤية الأقرباء المتوفين تحصل قبل (فترة طويلة) نسبياً.. فمن الحديث السابق نفهم أن هناك حالة قبل الوفاة يكون فيها المرء بين الدنيا والآخرة. وحين يتقدم إلى مرحلة أقرب للآخرة منه للدنيا تتنزل الملائكة - كما نفهم من (إذا) الشرطية في قوله "إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزلت إليه ملائكة من السماء"!!.

متى يعلم ملك الموت عن قبض روح الإنسان

متى يعلم ملك الموت عن قبض روح الإنسان ، ورد أن ملك الموت نفسه لا يعرف مواقيت وفاة الخلائق ، فينبغي على كل إنسان أن يسأل نفسه، هل ربنا يريد به خيرًا أم عليه أن يعيد حساباته مع نفسه، والإمام مالك رأى بمنامه شخص شكله غريب ومخيف وعملاق وله جناحان، فقال له من أنت، فقال له "أنا ملك الموت"، فقال له: "ياملك الموت كم بقي لي من العمر؟"، فأشار ملك الموت للإمام مالك 5 واختفى، فنادى: "ياملك الموت أي خمس تقصد"، واستيقظ مذعور يبحث عن من عبر ويفسر له هذه الرؤية، منوهًا إلى أن تفسير الرؤى مجرد تخمين وليس علم يقين، مشددًا على أنه لايوجد علم يسمى تفسير الأحلام.

متى يعلم ملك الموت عن قبض روح الإنسان ، ورد أن الإمام مالك توجه للإمام ابن سيرين، وقص له رؤيته، فقال له أن ملك الموت يريد أن يخبره أن مفاتيح الغيب خمسة لايعلمها إلا الله، وهي علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ماف الأرحام، وماتدري نفسًا ماذا تكسب غدًا، وماتدري نفسًا بأي أرض تموت.. وملك الموت لا يعلم أيضا مواعيد موت الخلائق قبلها".

متى يعلم ملك الموت عن قبض روح الإنسان ، ورد أن هذا الحديث يذكره على هامش حادث الدرب الأحمر الإرهابي، و أننا ننتظر كافة البلايا والإحتمالات من أجل الحصول على وطن آمن، ومن أجل الحصول على مرتبة الشهادة، والحصول على نعمة الله سبحانه وتعالى، لذا ينبغي الإنتقال إلى الله نعمة وهدية لمن يُحب ذلك ويستعد لها، مشيرا إلى أن الله أبلغنا فى كتابه العزيز: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين [البقرة:155].

========

السؤال

هل كل من يموت يرى بعينيه ملك الموت سواء كان كافراً أم مؤمنا ونزعته للروح بالنسبة للمؤمن هل تكون بنفس الشدة التي للكافر؟

الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه لا دليل على أن كل من مات يشاهد بعينه الملائكة التي تنزع أرواح بني آدم، ولا مانع من اختصاص بعض الناس بذلك، كما في قصة موسى مع ملك الموت، وهي كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فقال: أجب ربك. قال: فلطم موسى عين الملك ففقأها..".

أما نزع روح المؤمن والكافر فبينهما فرق كبير، لأن الملائكة تنزع أرواح الكفرة نزعاً شديداً بلا رفقة ولا هوادة، قال تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ) [الأنعام:93].

وقال: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) [الأنفال:50].

فدلت الآيتان على أن الصورة التي يتم بها قبض روح الكافر تتم في منتهى الشدة والعنف، وأما قبض روح المؤمن فيكون في يسر وسهولة، كما في حديث البراء بن عازب: "… أن روح المؤمن تخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، وأن روح الكافر تتفرق في جسده، فينتزعها - أي ملك الموت - كما يُنْتَزَع السُّفود الكثير الشعب من الصوف المبلول، فتقطع منها العروق والعصب… الحديث" أخرجه أبو داود والحاكم وأحمد.

والله أعلم.

==========

الاشتراك في غسل الكافر ودفنه

السؤال:

ما حكم الإنسان الذي أسلم ووالده كافر مشرك يعبد الأصنام حتى مات مشركًا، وهل يجوز لابنه المسلم أن يشترك في غسله ودفنه؟ وإذا اشترك في غسله ودفنه وعادات الكفار فما حكمه في الإسلام؟ وماذا يعمل الابن المسلم بعد هذه الأعمال؟

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فالجواب: بالنسبة للوالد إذا كان كافرًا لا يجوز الصلاة عليه ولا الاستغفار له بعد موته.

أما دفنه وتكفينه، فيجوز تولي أمر دفنه، واتباع جنازته، بشرط أن يكون أمامها وليس خلفها.

وقال جمهور العلماء: يجوز تغسيله وتكفينه أيضًا، وهو قول الحنفية، ورواية عن أحمد، وقول الشافعي والطبري، خلافًا لمالك والمشهور عن أحمد، ولعل الصواب هو الجواز، وهو الذي يدل عليه النص وفتوى بعض الصحابة.

فأما النص: فقد أخرج الشافعي والطيالسي وأحمد وأبو داود والنسائي وابن أبي شيبة وأبو يعلى والبزار والبيهقي، من حديث أبي إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي قال: لما مات أبو طالب أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن عمك الشيخ الضال قد مات فقال انطلق فواره ولا تحدثن حدثًا حتى تأتيني فانطلقت فواريته فأمرني فاغتسلت فدعا لي.

والحديث جوده ابن الملقن والرافعي وحسنه الضياء وصححه الألباني واستنكر ابن حجر على البيهقي تضعيفه، وورد في بعض ألفاظه عند البيهقي بسند فيه نظر: "اذهب فاغسله وكفنه وجننه"، وفي لفظ للبيهقي: قال علي: "ما أنا بمواريه، قال: «فمن يواريه؟ انطلق فواره، ولا تحدثن شيئًا حتى تأتيني».

وقد اتفق عامة العلماء على أنه إن لم يوجد من يواريه فإن المسلمين يوارونه، ويختص الوالد والقريب بمزيد خصوصية، لأن القاعدة الشرعية أن الصلة لا تنقطع بالإسلام، وقد أخرج الطبراني بسند صحيح أن أسماء بنت أبي بكر قالت: قدمت عليَّ أمي وهي راغبة مشركة فقلت: يا رسول الله إن أمي قدمت وهي راغبة مشركة أفأصلها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: صليها.

ولأن نجاسته معنوية وليست حسية، وأخرج البيهقي وابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى بن عباس فقال إن أبي مات نصرانيًّا، فقال: اغسله وكفنه وحنطه ثم ادفنه، ثم قال: ﴿ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى... ﴾ الآية [التوبة: 113].

يعني لاتصل عليه ولا تستغفر له، وقد بوب له البيهقي: باب المسلم يغسل ذا قرابته من المشركين ويتبع جنازته ويدفنه ولا يصلي عليه.

وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال: ماتت أم الحارث بن أبي ربيعة وهي نصرانية فشهدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

وأخرج أيضًا عن أبي وائل قال: ماتت أمي وهي نصرانية فأتيت عمر فذكرت ذلك له فقال: اركب دابة وسر أمامها.

وأخرج عن عطاء بن السائب قال: ماتت أم رجل من ثقيف وهي نصرانية، فسأل ابن مغفل، فقال: إني أحب أن أحضرها ولا أتبعها، قال: اركب دابة وسر أمامها علوة، فإنك إذا سرت أمامها فلست معها.

وأخرج أيضًا عن عبد الله بن شريك، قال: سمعت ابن عمر سئل عن الرجل المسلم يتبع أمه النصرانية تموت، قال يتبعها ويمشي أمامها.

وبوب لها ابن أبي شيبة: في المسلم يغسل المشرك يغتسل أم لا؟.

قال ابن حجر: ( تنبيه: ليس في شيء من طرق هذا الحديث التصريح بأنه غسله إلا أن يؤخذ ذلك من قوله: فأمرني فاغتسلت، فإن الاغتسال شُرع من غسل الميت ولم يشرع من دفنه، ولم يستدل به البيهقي وغيره إلا على الاغتسال من غسل الميت، وقد وقع عند أبي يعلى من وجه آخر في آخره: وكان علي إذا غسَّل ميتًا اغتسل.

وقال الطبري في "تهذيب الآثار" (2 / 238): " وإذ كان ذلك سنته في مشركي أهل الحرب، فالمشركون من أهل العهد والذمة إذا مات منهم ميت بحيث لا أحد من أوليائه وأهل ملته بحضرته يلي أمره، وحضره أهل الإسلام، أحق وأولى بأن تكون السنة فيهم سنته صلى الله عليه وسلم في مشركي بدر في أن يواروا جيفته ويدفنوه ولا يتركوه مطروحا بالعراء من الأرض، وبذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا في عمه أبي طالب إذ مات.... عن عبد الرحمن بن أبي عمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة مقتولة فقال: « من قتل هذه؟ » فقال رجل: أنا، أردفتها خلفي فأرادت أن تقتلني فقتلتها، فأمر صلى الله عليه وسلم بدفنها".

وقال أيضًا فيما نقله عنه العيني في "عمدة القاري": يجوز أن يقوم على قبر والده الكافر لإصلاحه ودفنه قال: وبذلك صح الخبر، وعمل به أهل العلم، وقال ابن حبيب: لا بأس أن يحضره ويلي أمر تكفينه فإذا كفن دفنه.

وقال العيني: قال صاحب (الهداية): وإن مات الكافر وله ابن مسلم يغسله ويكفنه ويدفنه بذلك أمر علي رضي الله تعالى عنه في حق أبيه أبي طالب... وقال صاحب (الهداية): لكن يغسل غسل الثوب النجس ويلف في خرقة من غير مراعاة سنة التكفين من اعتبار عدد ومن غير حنوط ".

هذا في الوالد والقريب، أما غيرهما فلا يجوز إلا إن لم يوجد من يواريه فيواريه، وهذا إذا لم يكن هناك من أقربائه الكفار من يتولى أمره، فإن كان ثمة أحد منهم فالأولى أن يخلي المسلم بينهم وبينه يصنعون به ما يصنعون بموتاهم، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

========

نزع روح الكافر

إنَّ الله ما خلَق الإنسانَ عبَثًا؛ بل خلقه وكلَّفه ليعرفه ويوحِّده ويعبده، قال الله تعالی: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾[1].

لا بدَّ للإنسان أن يعبد الله ولا يُشرك به شيئًا، وألا يستكبر عن عبادته، إن مَن يستكبر عن عبادته فإنَّ الله يبشِّره بعذاب موهن وعقاب مؤلم، ويدخله جهنم داخرًا، قال الله تعالی: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾[2].

وإن الدنيا دار الابتلاء؛ لأنَّ الإنسان يواجه ما لا يواجهه أحد من خلقه، يواجه يومًا لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا، قال الله تعالی: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾[3].

لأنَّ ما وعد الله حق ولا يخلف الله وعده؛ فإذًا لا تغرن الإنسان حياة الدنيا وزخرفها، ولا يغرنَّه بالله الغَرور، قال الله تعالی: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾[4].

ونبَّه الله عبادَه بوجود يوم غير هذا اليوم الذي نحن فيه، يوم آخَر فيه يحاسِب الله عبادَه، ويجازيهم علی أعمالهم إن خيرًا فخير، وإنْ شرًّا فشر، فأَزلف الجنَّةَ وبرز الجحيم، للمتقين من عباده والغاوين؛ حيث قال تعالی: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾[5]، وقال تعالی: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾[6].

وقال تعالی: ﴿ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴾[7].

إن عذاب الله للكفَّار والمنافقين يبدأ من نَزْع أرواحهم، قال الله تعالی: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾[8].

رُوي عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ تعالی: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾ قَالَ: "هِيَ أَنْفُسُ الْكُفَّارِ تُنْزَعُ ثُمَّ تُنْشَطُ ثُمَّ تُغْرَقُ فِي النَّارِ"[9].

قال الفرَّاء رحمه الله تعالی: "وإنَّ النَّزع نزعُ الأنفس من صدور الكفار، وهو كقولك: والنازعات إغراقًا، كما يُغرِق النازِع فِي القوس"[10].

وقال علي رضي الله عنه: "هي الملائكة تنزع أرواحَ الكافر والكفرة"[11].

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "يريد أنفس الكفَّار ينزعها ملَكُ الموت من أجسادهم من تحت كلِّ شَعرة ومن تحت الأظافير وأصول القدمين ثم يفرِّقها ويردِّدها في جسده بعد ما تنزع، حتى إذا كادت تخرج ردَّها في جسده؛ فهذا عمله بالكفَّار"[12].

وقال مقاتل رحمه الله تعالی: "هم (ملك الموت) وأعوانه يَنزعون روحَ الكافر كما يُنزع السَّفُّودُ[13] الكثير الشُّعَب مِن الصوف المبتَل فتخرج نفسه كالغريق في الماء"[14].

وقال سعيد بن جُبير رحمه الله تعالی: "نزعت أرواحهم ثم غرِّقت ثم حرِّقت ثم قذف بها في النار"[15].

وقال أبو الليث السمرقنديُّ رحمه الله تعالی: "﴿ وَالنَّازِعَاتِ ﴾، يعني: ملَك الموت وأعوانه غَرْقًا كرهًا، يقال: غرقت نفسه في صدره؛ وذلك أنه ليس من كافر يحضره الموت، إلا عُرضتْ عليه جهنم، فيراها قبلَ أن تخرج نفسه، فيرى فيها أقوامًا، مرَّة ينغمسون، ومرة يرتفعون، فعند ذلك تغرق روحُه في جسده"[16].

وقال الواحديُّ[17] رحمه الله تعالی: "الملائكة التي تنزع أرواحَ الكفَّار (غرقًا) إغراقًا كما يُغرق النَّازع في القوس يعني: المبالغة في النَّزع"[18].

ونقل ابن كثير رحمه الله تعالی: "عن ابْن مَسْعُودٍ وَابْن عَبَّاسٍ رضي الله تعالی عنهم، وَمَسْرُوق[19]، وَسَعِيد بْنُ جُبَيْرٍ، وَأَبي صَالِحٍ، وَأَبي الضُّحَى[20]، والسُّدي رحهم الله تعالی: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾ الْمَلَائِكَةُ، يَعْنُونَ حِينَ تُنْزَعُ أَرْوَاحُ بَنِي آدَمَ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُ رُوحَهُ بعُنف فَتغرق فِي نَزْعِهَا..."[21].

وروي عن ابن عَبَّاس رضي الله عنهما فِي قَوْله: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾ قَالَ: "هِيَ أَرْوَاح الْكفَّار لما عَايَنت ملَك الْمَوْت فيخبرها بسخط الله غرقت فينشطها انتشاطًا من العصب وَاللَّحم"[22].

ولا شك أنَّ الكافر يشاهد عند الموت ما أعدَّ الله له من العذاب والعقاب، ويخاف ويكره مما أمامه وبعد ذلك كَرِه لقاءَ الله، والله كَرِه لقاءَه، كما روي عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالی عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ))، قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ المَوْتَ، قَالَ: ((لَيْسَ ذَاك، وَلَكِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ))[23].

ويعرض مقعده من النار عليه غدوًّا وعشيًّا - حتی يبعثه يوم القيامة - فيری ما أعدَّ الله له، كما روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:

" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ، غُدْوَةً وَعَشِيًّا، إِمَّا النَّارُ وَإِمَّا الجَنَّةُ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى تُبْعَثَ إِلَيْهِ"[24].

هذه الحالة، حالة الكفَّار والمنافقين الذين ضَلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، ولا يقيم الله لهم يوم القيامة وزنًا، قال الله تعالی: ﴿ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا ﴾[25].

أعاذنا الله من عذابهم وعقابهم. آمين! يا رب العالمين.

[1] سورة الذاريات: (56).

[2] سورة غافر: (60).

[3] سورة لقمان: (33).

[4] سورة فاطر: (5).

[5] سورة الشعراء: (90).

[6] سورة ق: (31).

[7] سورة الشعراء: (91).

[8] سورة النازعات: (1).

[9] أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره "تفسير القرآن العظيم"، رقم الحديث: (19110)، (10/ 3397)، "تفسير القرآن العظيم"؛ لابن كثير، (8/ 312)، و"الدر المنثور"؛ للسيوطي (8/ 404).

[10] "معاني القرآن"؛ للفراء، (3/ 230).

[11] أورده الثعلبي في تفسيره "الكشف والبيان عن تفسير القرآن"، (10/ 122)، والسيوطي في تفسيره "الدر المنثور"، (8/ 403)، والقرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن"، (19/ 190) وكلهم نسبوا هذا الحديث إلى عليٍّ رضي الله تعالى عنه.

[12] أورده البغوي في تفسيره "معالم التنزيل في تفسير القرآن"، (5/ 204)، والثعلبي في تفسيره "الكشف والبيان عن تفسير القرآن"، (10/ 122)، والقرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن"، (19/ 190)، ونسبوا هذا الحديث إلى ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.

[13] السفود: حديدة ذات شعب معقفة يشوي اللحم؛ "المخصص"؛ لابن سيدة (1/ 320).

[14] "معالم التنزيل في تفسير القرآن"؛ للبغوي، (5/ 204)، "بحر العلوم"؛ لأبِي الليث السمرقندي، (3/ 541)، و"الكشف والبيان عن تفسير القرآن"؛ للثعلبي، (10/ 122).

[15] أخرجه الطبري في تفسيره "جامع البيان في تأويل القرآن"، (24/ 185)، "الكشف والبيان عن تفسير القرآن"؛ للثعلبي، (10/ 122)، و"الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (19/ 190).

[16] أورده أبو الليث السمرقندي في تفسيره "بحر العلوم"، (3/ 541) ونسبه إلى الكلبي.

[17] الواحدي (؟ 468 هـ = ؟ 1076 م)، هو: علي بن أحمد بن محمد بن علي بن متوية، أبو الحسن الواحدي: مفسِّر، عالم بالأدب، نعته الذَّهبي بإمام علماء التأويل، كان من أولاد التجار، أصله من ساوة (بين الري وهمذان) ومولده ووفاته بنيسابور، له (الوجيز) في التفسير، وقد أخذ الغزالي هذه الأسماء وسمى بها تصانيفه، و(شرح ديوان المتنبي) و(أسباب النزول) و(شرح الأسماء الحسنى)، وغير ذلك وهو كثير، والواحدي نسبة إلى الواحد بن الديل ابن مهرة.

راجع: "سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (18/ 339 342)، و"الأعلام"؛ للزركلي، (4/ 255).

[18] الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي، ص (1169).

[19] مسروق (؟ 63 وقيل 62)، هو: مسروق الأجدع بن مالك بن أمية الهمداني، ثم الوداعي، أبو عائشة تابعي ثِقة، من أهل اليمن، قدم المدينةَ في أيام أبي بكر رضي الله عنه، وسكن الكوفة، روى عن أبي بكر وعمر وعائشة ومعاذ وابن مسعود رضي الله عنهم، روى عنه الشعبيُّ والنَّخعي وأبو الضحى وغيرهم، قال الشعبي: ما رأيتُ أطلب للعلم منه، وكان أعلم بالفتوى من شُريح، وشريح أبصر منه بالقضاء.

راجع: "الطبقات الكبرى"؛ لابن سعد، (4/ 113)، و"الأعلام"؛ للزركلي، (8/ 108).

[20] أبو الضحى (؟ نحو 100 هـ)، هو: مسلم بن صبيح القرشي الكوفي أبو الضحى، مولى آل سعيد بن العاص، سمع ابن عباس، وابن عمر، والنعمان بن بشير، ومسروقًا، وغيرهم، حدَّث عنه مغيرة، ومنصور، والأعمش، وفطر بن خليفة، وآخرون، وتفقَّه بعلقمة وغيره، وكان مِن أئمة الفقه والتفسير، ثقة حجَّة، وكان عطَّارًا، مات نحو سنة مائة في خلافة عمر بن عبدالعزيز.

راجع: "سير أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (5/ 71)، و"الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد"؛ لأحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن، أبي نصر البخاري الكلاباذي (المتوفى: 398هـ)، (2/ 706)، المحقق: عبدالله الليثي، دار المعرفة بيروت ط، الأولى، 1407 م.

[21] أورده ابن كثير في تفسيره "تفسير القرآن العظيم"، (8/ 312) ونسبه إلى هولاء.

[22] أورده السيوطي في تفسيره الدر المنثور ونسبه إلى ابن عباس، (8/ 404).

[23] سبق تخريجه في صفحة (65).

[24] سبق تخريجه في صفحة (69).

[25] سورة الكهف: (104 - 106).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق